فَنمت فِي تِلْكَ اللَّيْلَة فَهَتَفَ بِي هَاتِف فناداني باسمي فَقلت لبيْك دَاعِي الله فَقَالَ لَا قل لبيْك رَبِّي الله مَا تَجِد من الْأَلَم قلت إلهي وسيدي قد أخذت منى الْحمى مَا قد علمت فَقَالَ قد أَمَرتهَا أَن تقلع عَنْك فَقلت إلهي وَالْبرد أَيْضا فَقَالَ قد أمرت الْبرد أَيْضا أَن يقْلع عَنْك فَلَا تَجِد ألم الْبرد وَلَا الْحر قَالَ فوَاللَّه لَا أحس بِمَا أَنْتُم فِيهِ من الْحر وَلَا الْبرد توفّي بِمصْر فِي ذِي الْحجَّة وَهُوَ صَاحب الخلعيات سمع أَبَا الْحسن الحوفي وَأَبا مُحَمَّد بن النخاس وَأَبا الْفَتْح العداس وَأَبا سعد الْمَالِينِي وَأَبا الْقَاسِم الْأَهْوَازِي وَغَيرهم ولي الْقَضَاء يَوْمًا وَاحِدًا واستعفى وانزوى بالقرافة وَكَانَ مُسْند مصر بعد الحبال وَحدث عَنهُ الْحميدِي وكنى عَنهُ بالقرافي وَقَالَ الْحَافِظ السلَفِي كَانَ أَبُو الْحسن الخلعي إِذا سمع عَلَيْهِ الحَدِيث ختم مَجْلِسه بِهَذَا الدُّعَاء وَهُوَ اللَّهُمَّ مَا مننت بِهِ فتممه وَمَا أَنْعَمت بِهِ فَلَا تسلبه وَمَا سترته فَلَا تهتكه وَمَا عَلمته فاغفره وَكَانَ بِمصْر يَبِيع الْخلْع لملوك مصر فنسب إِلَيْهَا وَكَانَ قد ولي قَضَاء فامية
306 - الْوَزير رَئِيس الرؤساء عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عمر بن الرفيل بِضَم الرَّاء وَفتح الْفَاء وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا لَام كَذَا وجدته مضبوطا الْوَزير أَبُو الْقَاسِم بِالْمَعْرُوفِ بن الْمسلمَة رَئِيس الرؤساء اسْتَكْتَبَهُ الْخَلِيفَة الْقَائِم بِأَمْر الله ثمَّ استوزره ولقبه رَئِيس الرؤساء وَرفع من قدره وَكَانَ من خِيَار الرؤساء والوزراء روى عَنهُ الْخَطِيب وَكَانَ خصيصا بِهِ وَقَالَ كتبت عَنهُ وَكَانَ ثِقَة عظمه الْخَلِيفَة إِلَى الْغَايَة وَلم يبْق لَهُ ضد إِلَّا البساسيري وأرسلان التركي ثمَّ إِن البساسيري خلع الْخَلِيفَة وَملك بَغْدَاد وخطب بهَا للمستنصر صَاحب مصر وَحبس رَئِيس الرؤساء ثمَّ أخرجه وَعَلِيهِ جُبَّة صوف وطرطور أَحْمَر وَفِي رقبته مخنقة جُلُود وَهُوَ يقْرَأ