وَعشْرين وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة وَكَانَت دولته أقل من أَربع سِنِين وَلم يسْتَقلّ بالمملكة وَكَانَ أَخُوهُ الْمَأْمُون أَبُو العلى منازعاً لَهُ ثمَّ قوي الْمَأْمُون وَدخل قصر الْإِمَارَة بمراكش وَقبض على الْعَادِل
صَاحب حصن خدد هُوَ من بَيت الصليحيين الَّذين كَانَت لَهُم سلطنة الْيمن وَهُوَ مِمَّن ذكره الْعِمَاد فِي الخريدة وَأنْشد لَهُ من أبياتٍ قَالَهَا فِي شاعرٍ مدح الْحرَّة صَاحِبَة الْيمن بشعرٍ لم يسْتَحق عَلَيْهِ جَائِزَة من الْكَامِل
(قَاس الْأُمُور فَلم يجد فِي فكره ... أمرا يقوم بواجبٍ من عذره)
(فَمضى ينْفق زائفاً من نثره ... وسرى يلفق كاسدا من شعره)
(ويظن أَن حقوقك ابْنة أحمدٍ ... جهلا يقوم بِهن بَاطِل أمره)
وَمِنْه من الْكَامِل
(إِن الصَّنَائِع فِي الْكِرَام ودائعٌ ... تبقى وَلَو فني الزَّمَان بأسره)
وَالِد إِمَام المحرمين عبد الله بن يُوسُف بن عبد الله بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن حيويه الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ وَالِد إِمَام الْحَرَمَيْنِ كَانَ إِمَامًا بارعاً فَقِيها شَافِعِيّ الْمَذْهَب مُفَسرًا نحوياً أديباً تفقه على أبي بكر الْقفال وَتخرج بِهِ فُقَهَاء صنف التَّبْصِرَة وصنف التَّذْكِرَة وَالتَّعْلِيق ومختصر الْمُخْتَصر وَالْفرق وَالْجمع والسلسلة وموقف الإِمَام وَالْمَأْمُوم وَالتَّفْسِير الْكَبِير وَسمع من جماعةٍ وروى عَنهُ وَلَده إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَقَرَأَ أَيْضا على أبي الطّيب سهلٍ الصعلوكي وَكَانَ مهيباً لَا يجْرِي بَين يَدَيْهِ إِلَّا الْجد وَلما مَاتَ وَالِد إِمَام الْحَرَمَيْنِ قَالَ أَبُو الْفرج حمد بن مُحَمَّد بن حسنيل الهمذاني يرثيه من الطَّوِيل