(كم جال فِي ميدان حبك فارسٌ ... بِالصّدقِ فِيك إِلَى رضاك سبقته)
(أَنْت الَّذِي جمع المحاسن وَجهه ... لَكِن عَلَيْهِ تصبري فرقته)
(قَالَ الوشاة قد ادّعى بك نِسْبَة ... فسررت لما قلت قد صدقته)
(بِاللَّه إِن سألوك عني قَالَ لَهُم ... عَبدِي وَملك يَدي وَمَا أَعتَقته)
(أَو قيل مشتاقٌ إِلَيْك فَقل لَهُم ... أَدْرِي بذا وَأَنا الَّذِي شوقته)
(يَا حسن طيفٍ من خيالك زراني ... من فرحتي بلقاه مَا حققته)
(فَمضى وَفِي قلبِي عَلَيْهِ حسرةٌ ... وَلَو كَانَ يمكنني الرقاد لحقته)
وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من السَّرِيع
(فِي الْجَانِب الْأَيْمن من خدها ... نقطة مسكٍ أشتهي شمها)
(حسبته لما بدا خالها ... وجدته من حَسَنَة عَمها)
وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل
(دنيا الْمُحب وَدينه أحبابه ... فَإِذا جفوه تقطعت أَسبَابه)
(وَإِذا أَتَاهُم فِي الْمحبَّة صَادِقا ... كشف الْحجاب لَهُ عز جنابه)
(وَمَتى سقوه شراب أنسٍ مِنْهُم ... رقت مَعَانِيه وراق شرابه)
)
(وَإِذا تهتك مَا يلام لِأَنَّهُ ... سَكرَان عشقٍ لَا يُفِيد عتابه)
(بعث السَّلَام مَعَ النسيم رِسَالَة ... فَأَتَاهُ فِي طي النسيم جَوَابه)
(قصد الْحمى وَأَتَاهُ يجْهد فِي السرى ... حَتَّى بَدَت أَعْلَامه وقبابه)
(وَرَأى لليلى العامرية منزلا ... بالجود يعرف والندى أَصْحَابه)
(فِيهِ الْأمان لمن يخَاف من الردى ... وَالْخَيْر قد ظَفرت بِهِ طلابه)
(قد أشرعت بيض الصوارم والقنا ... من حوله فَهُوَ المنيع حجابه)
(وعَلى حماه جلالةٌ من أَهله ... فلذاك طارقه الْعُيُون تهابه)
(كم قلبت فِيهِ الْقُلُوب على الثرى ... شوقاً إِلَيْهِ وَقبلت أعتابه)
(قد أخصبت مِنْهُ الأباطح والربا ... للزائرين وَفتحت ابوابه)
وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الطَّوِيل
(مُعَاملَة الأحباب بالوصل والوفا ... فدع يَا حَبِيبِي عَنْك ذَا الهجر والجفا)