السبط الذَّيَّال المتبختر فِي مشيته
مولى جَعْفَر بن سُلَيْمَان كَانَ يُؤَدب ولد عبد الله بن طاهرٍ وَأَصله من الرّيّ توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ يعجم كَلَامه ويعربه ويتعقر فِيهِ ويتجيد قَول الشّعْر فَمن شعره وَقد حجب فِي بَاب عبد الله بن طَاهِر من الطَّوِيل
(سأترك هَذَا الْبَاب مَا دَامَ إِذْنه ... على مَا أرى يخف قَلِيلا)
(إِذا لم أجد يَوْمًا إِلَى الْإِذْن سلما ... وجدتُ إِلَى ترك اللِّقَاء سَبِيلا)
وَمِنْه من الوافر
(أما والراقصات بِذَات عرقٍ ... وَمن صلى بنعمان الْأَرَاك)
(لقد أضمرت حبك فِي فُؤَادِي ... وَمَا أضمرت حبا من سواك)
)
(أَطَعْت الآمريك بِقطع حبلي ... مريهم فِي أحبتهم بِذَاكَ)
(فَإِن هم طاوعوك فطاوعيهم ... وَإِن عاصوك فاعصي من عصاك)
قَالَ الصولي لَهُ ديوَان شعرٍ فِي خَمْسمِائَة ورقة وَمن شعره عبد الله بن طَاهِر من الْكَامِل
(يَا من يحاول أَن تكون صِفَاته ... كصفات عبد الله أنصت واسمع)
(فلأنصحنك فِي المشورة وَالَّذِي ... حج الحجيج إِلَيْهِ فاسمع أَو دعِ)
(أصدق وعف وبر واصبر وَاحْتمل ... وَاصْفَحْ وكاف وَدَار واحلم واشجع)
(والطف وَلنْ وتأنّ وارفق واتئد ... واحزم وجد وَحَام واحمل وادفع)
(فَلَقَد محضتك إِن قبلت نصيحتي ... وهديت للنهج الأسدِّ المهيع)
وَدخل يَوْمًا على عبد الله بن طَاهِر فَقبل يَده فَقَالَ لَهُ ممازحاً خدشت كفي بخشونة شاربك فَقَالَ أَبُو العميثل مسرعاً شوك الْقُنْفُذ لَا يؤلم كف الْأسد فأعجبه ذَلِك وَأمر لَهُ بجائزة وَله من المصنفات كتاب التشابه كتاب الأبيات السائرة كتاب مَعَاني الشّعْر كتاب مَا اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ
الْمدنِي عبد الله بن دِينَار الْمدنِي الْعمريّ مَوْلَاهُم أحد الثِّقَات سمع ابْن