(إنّ فِي ذَا الجسمِ مُعْتَبَراً ... لِطَلوب الْعلم مُلتمسِهْ)
(هيكلٌ للروح يُنطِقُهُ ... عرفُه والصَوتُ من نَفَسِهْ)
(رُبَّ مَغْروسٍ يعاش بِهِ ... عَدِمتْه كفُّ مُغتَرسِهْ)
(وكذاك الدهرُ مَأتَمُه ... أقْربُ الْأَشْيَاء من عُرُسِهْ)
وَهُوَ الْقَائِل أَيْضا وتُروَى لِأَخِيهِ خَارِجَة من الْبَسِيط
(تبَارك الله مَا أَسْخى بَني مَطَرٍ ... هُمُ كَمَا قِيل فِي بعضِ الأقاويلِ)
(بِيضُ المطابخِ لَا تَشكو وَلا ئدُهُمْ ... غَسلَ القٌدورِ وَلَا غسلَ المناديلِ)
سُلَيْمَان بن مظفّر بن غَانِم بن عبد الْكَرِيم أَبُو دَاوُد الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل جيلان قدم بَغْدَاد شابّاً وَطلب الْعلم بعد الثَّمَانِينَ وَخمْس مائَة وَأقَام بالنظاميّة متفقّهاً عَلَى أحسن طَريقَة وأجمل سيرةٍ حتّى برع وَصَارَ من أحفظ أهل زَمَانه لمَذْهَب الشَّافِعِي وصنّف كتابا كَبِيرا فِي الْمَذْهَب يشْتَمل عَلَى خمس وَعشْرين مجلّدةً بخطّه وَكَانَ متديّناً عفيفاً وَعرض عَلَيْهِ الْإِعَادَة بِالْمَدْرَسَةِ فأباها ثُمَّ تدريس لبَعض الْمدَارِس الشافعيّة فأبي وطُلب أَن يكون شَيخا بالرباط الناصري عِنْد تربة مَعْرُوف فأبي وَقَالَ مَا أصنع بالمشيخة وَقَدْ بَقِي الْقَلِيل فَكَانَ كَذَلِك وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وستّ مائَة وَكَانَ يلقّب رضيّ الدّين
)
ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ
سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة الْقَيْسِي مَوْلَاهُم أَبُو سعيد الْبَصْرِيّ أحد الْأَعْلَام قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثَبت ثَبت وَقَالَ ابْن معِين ثِقَة ثِقَة وَتُوفِّي سنة خمس وستّين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
سُلَيْمَان بن مهْرَان الْأَعْمَش الإِمَام أَبُو محمّد الْأَسدي الْكَاهِلِي