(وَقد خَفَقت من نَحْو نجدٍ أريجةٌ ... إِذا نفحت هبَّت بريَّا القرنفل)
(وغرَّد قمريٌّ على الدَّوح وانثنى ... قضيبٌ من الرَّيحان من فَوق جدول)
(ترى الرَّوض مَسْرُورا بِمَا قد بدا لَهُ ... عناقٌ وضمٌّ وارتشاف مقبَّل)
فَقَالَت حَفْصَة من الطَّوِيل
(لعمرك مَا سرَّ الرياض بوصلنا ... وَلكنه أبدى لنا الغلَّ والحسد)
(وَلَا صفَّق النَّهر ارتياحاً لقربنا ... وَلَا صحد القمريُّ إِلَّا لما وجد)
(فَلَا تحسن الظَّنَّ الَّذِي أَنْت أَهله ... فَمَا هُوَ فِي كلِّ المواطن بالرَّشد)
(فَمَا خلت هَذَا الْأُفق أبدى نجومه ... لأمرٍ سوى كَيْمَا تكون لنا رصد)
قلت أبوجعفر هَذَا هُوَ عَم وَالِد عَليّ بن سعيد وَكَانَ يهوى حَفْصَة هَذِه
أَبُو حَفْص الشَّطرنجيّ عمر بن عبد الْعَزِيز
الحقير النافع كَانَ يَهُودِيّا من أهل مصر طَبِيبا جرايحياً حسن المعالجة كَانَ يرتزق بالجراحة وَهُوَ فِي غَايَة الخمول فاتفق أَن عرض للْحَاكِم عقر أزمن وَلم يبرأ مِنْهُ وَكَانَ ابْن مقشَّر الْحَاكِم والحظيّ عِنْده من الْأَطِبَّاء يعالجونه وَلَا يبرأ فأحضر لَهُ هَذَا اليهوديّ الْمَذْكُور فَلَمَّا رَآهُ طرح عَلَيْهِ دَوَاء يَابسا فجفَّفه وشفاه فِي ثَلَاثَة أيامٍ فَأطلق لَهُ الف دينارٍ وخلع عَلَيْهِ ولقَّبه بالحقير النَّافع وَجعله من أطباء الخاصّ وظرَّف الْقَائِل من المتقارب
(طبيبٌ بِمصْر يسمَّى الحقير ... وَلكنه لَيْسَ بالنافع)
(لَهُ حولةٌ حوَّلت كلَّ من ... بِمصْر إِلَى حومة الشَّافع)
(الألقاب)
ابْن الحكَّاك جَعْفَر بن يحيى
وَبَان الحكَّاك الْحسن بن أَحْمد بن مَحْمُود
حكَّام بن سلم الرازيّ روى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة قبل الوقفة بِمَكَّة