(فدع الْمَلَامَة للمحب فَإِنَّهَا ... بئس الدَّوَاء لموجع مقلاق)
(لَا تطفئن جوى بلوم إِنَّه ... كَالرِّيحِ تغري النَّار بالإحراق)
وَخرج جمَاعَة من بَغْدَاد يَسْتَقْبِلُونَهُ عِنْد قدومه من مَكَّة فَإِذا بِهِ قد شحب لَونه فَقيل لَهُ يَا سَيِّدي هَل تَتَغَيَّر الْأَسْرَار بِتَغَيُّر الصِّفَات قَالَ معَاذ الله إِن تَتَغَيَّر لَو تَغَيَّرت لهلك الْعَالم وَلكنه سَاكن الْأَسْرَار فحملها وَأعْرض عَن الصِّفَات فلاشاها ثمَّ أنْشد مجزوء الرجز
(كَمَا ترى صيرني ... قطع قفار الدمن)
(شردني عَن وطني ... كأنني لم أكن)
(إِذا تغيبت بدا ... وَإِن بدا غيبني)
(يَقُول لَا تشهد مَا ... تشهد أَو تشهدني)
الْبَغْدَادِيّ الْمُؤَدب بِالْبَاء قَالَ ابْن أبي حَاتِم صَدُوق توفّي فِي عشر السِّتين وَالْمِائَة
ابْن شاهين أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ سمع الْكثير وَحدث عَن يُوسُف بن مُوسَى الْقطَّان وَغَيره وروى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره كَانَ ثِقَة خرج من الْحمام فِي رَمَضَان وَهُوَ فِي عَافِيَة فَمَاتَ فجاءة سنة عشْرين وَثَلَاث مائَة
)
أَبُو عبد الله الْهُذلِيّ من ولد عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ نيسابوري رَحل فِي طلب الْعلم وصنف الْكتب وَكَانَ فَاضلا خرج حَاجا فأصابته جِرَاحَة فِي نوبَة القرمطي فَرد إِلَى الْكُوفَة وَمَات بهَا حدث عَن أبي الْحسن بن جوصا وَغَيره وروى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَلَاث مائَة كَانَ ثِقَة
أَبُو عَمْرو الزجاجي النَّيْسَابُورِي أحد الْمَشَايِخ فِي وقته صحب الْجُنَيْد وَالثَّوْري والخواص وَغَيرهم جاور بِمَكَّة وَصَارَ شيخ الْحرم وَحج سبعين حجَّة وَلم يبل وَلم يتغوط فِي الْحرم أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ يخرج إِلَى الْحل فَيَقْضِي حَاجته ثمَّ يرجع وَكَانَ يجْتَمع الْكِنَانِي والنهرجوري والمرتعش وَغَيرهم فِي حلقته وَهِي صدر الْجَمِيع فَإِن اخْتلفُوا فِي شَيْء رجعُوا إِلَى قَوْله وَهُوَ المنظور إِلَيْهِ توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة
أَبُو بكر كَانَ مُقيما بأصبهان وَكَانَ صَالحا زاهداً يحجّ مَاشِيا من أَصْبَهَان إِلَى مَكَّة كثيرا كَانَ ثِقَة توفّي بهمذان سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة