وَتُوفِّي ابْن قزمي سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس مائَة
ابْن الْخُرَاسَانِي أَبُو عبد الله من أهل بَاب الْمَرَاتِب وَمن أَوْلَاد الْمُحدثين سمع فِي صباه من عبد الْحق بن عبد الْخَالِق بن أَحْمد بن يُوسُف وَسمع الْكثير من أبي السعادات نصر الله بن عبد الرَّحْمَن الْقَزاز وَمن بعده من أَصْحَاب أبي الْقَاسِم بن الْحصين وَأبي غَالب ابْن الْبناء وَأبي الْعِزّ ابْن كادش وأمثالهم وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَهُوَ خطّ حسن قَالَ ابْن النجار كتب لي كثيرا وَتُوفِّي سنة سِتّ وست مائَة قَالَ رَأَيْت كَأَنِّي فِي الْمَنَام أنْشد لنَفْسي الْخَفِيف
(غردت فِي الإراك أيكة سلع ... فَوق غُصْن سقيته مَاء دمعي)
)
(فاعتراني إِلَى الحبيب اشتياق ... وتذكرت موقفي بِالربعِ)
(يَا عذولي دع عَنْك لومي فَإِنِّي ... عَن ملام العذول قد صم سَمْعِي)
ابْن عبد الصَّمد أَبُو الْحسن ابْن النَّرْسِي الْبَغْدَادِيّ الْكَاتِب الشَّاعِر ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة سمع وروى وَله ديوَان شعر وَله نثر ونوادر سائرة وَكَانَ من ظرفاء بَغْدَاد وَأَقْعَدَهُ الزَّمَان ومسه الْفقر وكسدت سوقه قَالَ ابْن النجار كَانَ نَاظرا على عقار الْخَلِيفَة وَمن شعره
(الْبَسِيط لَيْت العواذل للعذال مَا خلقُوا ... كم عذبُوا بأليم اللوم مشتاقا)
(أشجاه نوح حمامات فصاغ لَهَا ... من أسود الْعين يَوْم الْبَين أطواقا)
(وَبَات يرْعَى احمرار النَّجْم يحسبه ... فِي اللَّيْل سقط زناد مس حراقا)
(والأزرق اللَّوْن كالكبريت ذِي شعب ... اطرقن عِنْد اقتباس مِنْهُ أطراقا)
وَقَالَ يرثي امْرَأَته الْكَامِل
(لما تعذر أَن أكون بهَا الفدا ... فتعيش بعدِي أَو نموت جَمِيعًا)
(اتبعتها حلل الشَّبَاب فَمَا بَقِي ... فسواد عَيْني قد أذيب دموعا)
ابْن الْفضل أَبُو الْفَضَائِل الرَّافِعِيّ الْقزْوِينِي نزيل بَغْدَاد أَخُو الإِمَام الْعَلامَة أَمَام الدّين الرَّافِعِيّ صَاحب شرح الْوَجِيز ولد فِي حُدُود السِّتين وَخَمْسمِائة وَسمع من جمَاعَة وَولي مشارفة النظامية وأوقافها وَنفذ رَسُولا إِلَى بعض النواحي وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ من الْفِقْه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير وَالْأَدب وَكَانَ ضَعِيف الْخط جدا صَدُوقًا وَله معرفَة حَسَنَة بِالْحَدِيثِ
ابْن برز الْوَزير مؤيد الدّين أَبُو الْحسن القمي البليغ الْكَاتِب قَالَ ابْن النجار قدم بَغْدَاد صُحْبَة الْوَزير ابْن القصاب وَكَانَ بِهِ خصيصاً فَلَمَّا توفّي قدم بَغْدَاد وَقد سبقت لَهُ معرفَة بالديوان ورتب ابْن مهْدي فِي الوزارة ونقابة الطالبيين اخْتصَّ بِهِ أَيْضا وَكَانَا جارين فِي قُم وَلما مَاتَ أَبُو طَالب بن زِيَادَة كَاتب الْإِنْشَاء رتب القمي مَكَانَهُ