العشاء بالتين والزيتون، فما سمعت أحدا أحسن صوتا منه (?)
. متفق عليه.
وفي أبي داود والبخاري تعليقا، أن النبيّ عليه الصلاة والسلام قال: «زيّنوا القرآن بأصواتكم، ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن» (?).
أما المبالغة في التجويد إلى حد الإفراط والتكلّف فحرام؛ لأن فيها زيادة حرف أو إخفاء حرف، ويوضح الماوردي في كتابه «الحاوي» هذا الحكم فيقول:
«القراءة بالألحان الموضوعة إن أخرجت لفظ القرآن عن صفته بإدخال حركات فيه، وإخراج حركات منه، أو قصر ممدود، أو مدّ مقصور، أو تمطيط يخفى فيه اللفظ فيلتبس به المعنى، فهو حرام يفسق به القارئ ويأثم به المستمع، وإن لم يخرجه اللحن عن لفظه وقرأ به على ترتيله كان مباحا؛ لأنه زاد بألحانه في تحسينه».
وقد نبّه العلماء على ما ابتدعه الناس من قراءة القرآن بنغم شجيّ يتردّد فيه الصوت تردّد الوقع الموسيقى، وعبّر الرافعي في كتابه «إعجاز القرآن» عن ذلك بقوله: «ومما ابتدع في القراءة والأداء هذا التلحين الذي بقي إلى اليوم يتناقله المفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم، ويقرءون به على ما يشبه الإيقاع، وهو الغناء! .. ومن أنواعه عندهم في أقسام النغم (الترعيد): وهو أن يرعد القارئ صوته، كأنه يرعد من البرد أو الألم ... و (الترقيص): وهو أن يروم السكوت على الساكن ثم ينقر مع الحركة كأنّه في عدو أو هرولة، و (التّطريب) وهو أن يترنّم بالقرآن ويتنغم به فيمدّ في غير مواضع المد، ويزيد في المد إن أصاب موضعه، و (التحزين) وهو أن يأتي القراءة على وجه حزين يكاد يبكي مع خشوع وخضوع،