أ- إن شعوب الأمة الإسلامية تجتمع حول راية القرآن، فإذا قبلنا بفكرة الترجمة، كان معنى ذلك أن نوجد لكل شعب ترجمة بلسانها، وهذا يؤدي إلى الفرقة بين المسلمين ويضعف الروابط بينهم؛ والله سبحانه يقول: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا [آل عمران: 130].
ب- إن فتح هذا الباب يوجد في العالم ترجمات كثيرة لا حصر لها، وهي بالتأكيد مختلفة فيما بينها، وينشأ عن هذا الاختلاف في الترجمات خلاف بين المسلمين أشبه باختلاف اليهود والنصارى في التوراة والإنجيل، وهذا الخلاف يصدع بناء المسلمين، ويهيئ لأعدائهم فرصة، ويوقظ بينهم فتنة عمياء.
القرآن الكريم مدّ سلطان اللغة العربية على منطقة من أوسع مناطق الدنيا واخترق بها قارات ثلاثا هي: آسية وإفريقيا وأوربا (الأندلس)، وجعل العربية هي اللغة العالمية المشتركة المنشودة، فكل مسلم يشعر أن العربية لغته لأن القرآن قد نزل بها.
ونحن اليوم عند ما نقبل ترجمة القرآن إلى أي لسان، فإنما نكون قد زدنا المسلمين من غير العرب انصرافا عن اللغة العربية وعلوم القرآن، وقبلنا العزلة لأنفسنا ولغتنا، والله سبحانه وتعالى أراد لنا العزة، وأن تبقى لغة القرآن هي لغة الإسلام والمسلمين في كل الأرض. قال الله تعالى: لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ [الأنبياء: 10].
وإذا كانت أمتنا مسئولة عن تبليغ رسالة القرآن، وتوضيح مقاصده العظيمة