1 - من روائع القسم في القرآن الكريم: أن جاء فاتحة للسور المكية في ست عشرة سورة، نحو: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا وَالذَّارِياتِ ذَرْواً وَالطُّورِ وَالنَّجْمِ إِذا هَوى وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَالشَّمْسِ وَضُحاها وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَالْعادِياتِ ضَبْحاً وَالْعَصْرِ ...
إلخ. وإن وقوع القسم في ابتداء السور له أثره النفسي، وفي البدء به جذب لانتباه السامع، لوقوع القسم على سمعه في شيء من الرهبة، فإذا حدث ذلك صحبه تهيؤ نفسي لتلقي ما يقال، خاصة والقسم في أوائل السور يعطيها نضرة في بهجتها، ورونقا في ديباجتها، فتلمع الأقسام في قسمات السور كالغرة البارقة، لا سيما وقد أتت بما يألفه العرب ويحبّونه ويمجّدونه، ألا ترى أن القرآن أقسم بالبلد الأمين، وهي محبوبتهم مكة؟! 2 - ومن روائع القسم: القسم بالخيل في قوله تعالى: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (?) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (2) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً [العاديات: 1 - 5].
والخيل أعز شيء عند العرب، لأنهم أمة قتال ونضال، فحياتهم قائمة عليها، وقد أكثروا في شعرهم من أوصافها، فأقسم الله بها وهي مغيرة صبحا، والشرر يتطاير من حوافرها، ووصف الغبار الذي تثيره بعدوها وهجومها على عدوّهم، حتى تتوسط بين جموعه، وتوصل فرسانها إلى ربوعه «1».
3 - ومن لطائف القسم قوله تعالى: