لقد كثر القول بين العلماء في وجوه الإعجاز في القرآن وتنوّع هذه الوجوه وتعددها، وأيا كان ذلك القول فالقرآن معجز بكل ما يتحمله هذا اللفظ من معنى، فهو معجز
في ألفاظه وأسلوبه، ومعجز في بيانه ونظمه، ومعجز بعلومه ومعارفه، ومعجز في تشريعه وصيانته لحقوق الإنسان.
والباحث المنصف الذي يطلب الحق إذا نظر في القرآن- من أي النواحي أحبّ- وجد الإعجاز فيه واضحا جليا.
ويمكننا أن نبحث في إعجاز القرآن من وجهين: وجه عام ووجه خاص.
وهو الإعجاز الذي يدركه العقلاء من الناس كلهم، عربيهم وأعجميهم، وتكامل بتكامل القرآن، ويكون أكثر وضوحا وبيانا إذا أخذ القرآن بمجمله، بمجمل ما فيه من إخبار بالغيب، وما اشتمل عليه من تشريع دقيق صالح لكل زمان ومكان، وما أشار إليه من علوم كونية في خلق الكون والإنسان.
ويتجلى هذا الوجه من الإعجاز بالمظاهر التالية:
ويتحقق هذا الوجه من الإعجاز بناحيتين:
أ- الإخبار عن الماضي: من مظاهر الإعجاز في القرآن إخباره عن الماضي