ب- الإجابة لقصد نبيها محمد صلّى الله عليه وسلّم أفضل الخلق وحبيب الحقّ،
حيث أتاه جبريل فقال: «إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف. فقال صلّى الله عليه وسلّم: أسأل الله معافاته ومعونته، إن أمتي لا تطيق ذلك»
ولم يزل يردّد المسألة حتى بلغ سبعة أحرف.
روي عن ابن مسعود، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «كان الكتاب الأوّل نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف» (?).
وقد أوضح الحافظ ابن الجزري الحكمة الكامنة في ذلك بقوله: «إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يبعثون إلى قومهم الخاصّين بهم، والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعث إلى جميع الخلق، أحمرها وأسودها عربيها وعجميها، وكانت العرب الذين نزل القرآن بلغتهم لغاتهم مختلفة، وألسنتهم شتى، ويعسر على أحدهم الانتقال من لغته إلى غيرها، أو من حرف إلى آخر، بل قد يكون بعضهم لا يقدر على ذلك ولا بالتعليم والعلاج، لا سيما الشيخ والمرأة، ومن لم يقرأ كتابا، كما أشار إليه صلّى الله عليه وسلّم، فلو كلّفوا العدول عن لغتهم والانتقال عن ألسنتهم، لكان من التكليف بما لا يستطاع، وما عسى أن يتكلّف المتكلف وتأبى الطباع» (?).
ج- التدرّج بالأمة، لتجتمع في لهجاتها على لغة واحدة هي لغة قريش.
المراد بالأحرف السبعة سبعة أوجه في الاختلاف ورسم القراءة واحد، وهو ما ذهب إليه أبو الفضل الرازي وابن قتيبة، وابن الطيّب، واستحسنه ابن الجزري، وهذه الأوجه هي:
الأول: اختلاف الأسماء من إفراد، وتثنية، وجمع، وتذكير، وتأنيث مثل: