"أشهدُ أنك حقٌ، وأن الساعةَ حقٌ، وأن الجَنَةَ حق، والنارَ حقٌّ، والعَرْضَ حقُ، والسِّحْرَ حقٌّ" (?)، والمرادُ بذلك: ثابت وكائنٌ؛ ولذلك خَلَطَ به السحرَ، وإن كان باطلاً لا حَقّاً، لا بمعنى أنه صوابٌ، لكن [بمعنى] (?) أنه كائن وموجودٌ، وليس بمنفيٍّ على ما قاله نُفاةُ السحر.

ويحتملُ أن يكونَ قولُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "وأن السَّاعةَ حق، والنارَ حقٌّ، والجَنَّةَ حقٌّ"، المرادُ به: ضِد الباطلِ، لا نفسُ الوجودِ؛ لأنها من المخبَراتِ والوَعْدِ، فإذا قال: هي حقٌّ، كأنه قال: إخبارُ الله بها حقٌّ، ووعدُ الله ووعيدُه حق، وقال سبحانه: {لِيَعْلَمُوا (?) أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} [الكهف: 21]، يقال: حَقَقْت الشيءَ (?) وأحْقَقْتُه، فهو حَق: إذا كنتَ منه على يقينٍ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015