* فصل في الدلالة على من منع المجاز من أصحابنا

بحقٍّ، أُثبتَ الباطل، وليس الحقيقة من الحق بشيء، ولهذا تكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - بغير الحقيقةِ، وما (?) تكلم إلا بالحق، فقال: "أمزح، ولا أقول إلا حقاً" (?)، فلما قال للمرأةِ: "في عين زوجك بياض" (?)، أوهمها بياضاً (?) في السَّوادِ، وهو يريدُ بياضاً حولَ السوادِ، وقال للحادي المعروفِ بأنجَشَة لما حدا، فأبكى زوجاتِه: "يا أنجشةُ، رفقاً بهؤلاءِ القواريرِ" (?)، فاستعارَ للنِّساءِ اسم: قوارير، وما أحسنَ هذه الاستعارةَ!. فإنهنَّ رقيقاتُ القلوبِ، سريعاتُ الانفعال بالوهنِ، قليلاتُ الصبرِ والتماسكِ، كما أنَّ القواريرَ سريعاتُ الانكسارِ، أيسرُ شيءٍ يؤثِّرُ فيهنَّ، كالقواريرِ.

فصلٌ

والدلالةُ على مَنْ منعَ المجازَ من أصحابنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015