وذهبَ بعضُ أصحاب الشافعي المتأخّرين، إلى أنه أمر حقيقة (?)، وهو ليق بمذهبنا، حيث قَلنا: الكتابة كلام حقيقة، وما في النفس من المحفوظ كلام حقيقة.

قال أصحابنا في القرآن: متلوٌ بالألسن مكتوبٌ فى المصاحفِ، محفوظٌ في الصدورِ.

فالدلالةُ على أنه (?) ليس بأمرٍ، ما تقدم من أنَ الأمرَ صيغةُ استدعاءٍ أو اقتضاءٍ، من الأعلى فعْلًا من الأدنى، وليس هذا منطبقاً على ذلك، وأين الفعلُ من الاستدعاءِ؟!

وكذلكَ جعلُ الأقوالِ مُستدعىً بها، وهذه مُستَدعى إلى متابعتِها بغيرِها، فقال صلى الله عليه وسلم: "صلّوا كما رأيتموني أصلّي" (?)، وقال للذي سألَ عن الصلاةِ: "صَلِّ معنا" (?)، وقال في الحج: "خذوا عنّي مناسككم" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015