وإذا قال: لا إله إلا الله لا شريك له، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا لا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي» قال أبو إسحق: ثم قال: [في] الآخر شيئاً لم أفهمه، قلت لأبي جعفر: ما قال؟ قال: «من رزقهن عند موته لم تمسه النار» .

(الرابعة والستون)

أن دور الجنة تبنى بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر أمسكت الملائكة عن البناء.

ذكر ابن أبي الدنيا في كتابه عن حكيم بن محمد الأخنسي قال: بلغني أن دور الجنة تبنى بالذكر، فإذا أمسك عن الذكر أمسكوا عن البناء، فيقال لهم: فيقولون: حتى تأتينا نفقة.

وذكر ابن أبي الدنيا من حديث أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «من قال: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم - سبع مرات - بني له برج في الجنة» وكما أن بناءها بالذكر فغراس بساتينها بالذكر كما تقدم في حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن إبراهيم الخليل عليه السلام «أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وإنها قيعان، وإن غرسها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فالذكر غراسها وبناؤها» ، وذكر ابن أبي الدنيا من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «أكثروا من غراس الجنة قالوا: يا رسول الله، وما غراسها؟ قال: ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله» .

(الخامسة والستون)

إن الذكر سد بين العبد وبين جهنم، فإذا كانت له إلى جهنم طريق من عمل من الأعمال كان الذكر سداً في تلك الطريق، فإذا كان ذكراً دائماً كاملاً كان سداً محكماً لا منفذ فيه، وإلا فبحسبه.

قال عبد العزيز بن أبي رواد: كان رجل بالبادية قد اتخذ مسجداً فجعل في قلبه سبعة أحجار، كان إذا قضى صلاته قال: يا أحجار أشهدكم أنه لا إله إلا الله.

قال: فمرض الرجل، فعرج بروحه، قال: فرأيت في منامي أنه أمر بي إلى النار، قال: فرأيت حجراً من تلك الأحجار أعرفه قد عظم فسد عني باباً من أبواب جهنم، ثم أتى ‘لى الباب الآخر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015