صدأ، وصدأ القلب الغفلة والهوى، وجلاؤه الذكر والتوبة والاستغفار وقد تقدم هذا المعنى.
أنه يحط الخطايا ويذهبها.
فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات.
أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى، فإن الغافل بينه وبين الله عز وجل وحشة لا تزول إلا بالذكر.
أن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده يذكر بصاحبه عند الشدة، فقد روى الإمام أحمد في المسند عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «إن ما تذكرون من جلال الله عز وجل من التهليل والتكبير والتحميد يتعاطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل يذكرن بصاحبهن.
أفلا يحب أحدكم أن يكون له ما يذكر به» ؟ هذا الحديث أو معناه.
أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشده، وقد جاء أثر معناه أن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة أو سأل الله تعالى حاجة قالت الملائكة: يا رب صوت معروف، من عبد معروف، والغافل المعرض عن الله عز وجل إذا دعاه وسأله قالت الملائكة: يا رب، صوت منكر، من عبد منكر.
أنه ينجي من عذاب الله تعالى، كما قال معاذ رضي الله عنه ويروى مرفوعاً «ما عمل آدمي عملاً أنجى من عذاب الله عز وجل من ذكر الله تعالى» .
أنه سبب تنزيل السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر كما أخبر به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل.
فإن العبد لا بد له من أن يتكلم.
فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى وذكر أوامره تكلم بهذه المحرمات أو بعضها، ولا سبيل الى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى.
والمشاهدة والتجربة شاهدان بذلك، فمن عود لسانه ذكر الله صان لسانه عن الباطل واللغو، ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى ترطب بكل باطل ولغو وفحش، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة ومجالس الشياطين.
فليتخير العبد أعجبهما إليه وأولاهما به، فهو مع اهله في الدنيا والآخرة.
أنه يسعد الذاكر بذكره ويسعد به جليسه، وهذا هو المبارك أين