فِيهَا عَارض من الْعجب وسانح من التيه فخطرت خطران الْفَحْل ومشيت العرضنة ومررت فِي خيلائك ومضيت على غلوائك حَتَّى أشفقت أَن تعثر فِي فضل خطابك فَلَو تركت هَذَا الْغَرَض للمتكلم على مسائلك ووفرت هَذَا الْمَرَض على الْمُجيب لَك. ارْفُقْ بِنَا يَا أَبَا حَيَّان - رفق الله - وأرخ من خناقنا وأسغنا ريقنا وَدعنَا وَمَا نعرفه فِي أَنْفُسنَا من النَّقْص فَإِنَّهُ عَظِيم وَمَا بلينا بِهِ من الشكوك فَإِنَّهُ كثير وَلَا تبكتنا بِجَهْل مَا علمناه وفوت مَا أدركناه فتبعثنا على تَعْظِيم أَنْفُسنَا وتمنعنا من طلب مَا فاتنا فَإنَّك - وَالله - تأثم فِي أمرنَا وتقبح فِينَا أسأَل الله أَن لَا يؤاخذك وَلَا يطالبك وَلَا يعاقبك فَإنَّك بِعرْض جَمِيع ذَلِك إِلَّا أَن يعْفُو وَيغْفر فَإِنَّهُ أهل التَّقْوَى وَأهل الْمَغْفِرَة. أما أولى الْمسَائِل فَالْجَوَاب عَنْهَا: أَن الْإِنْسَان لما كَانَ مركبا من نفس وجسد وَاسم الإنسانية وَاقع على هذَيْن الشَّيْئَيْنِ مَعًا.