مَسْأَلَة مَا الفراسة وماذا يُرَاد بهَا وَهل هِيَ صَحِيحَة أم هِيَ تصح فِي بعض الْأَوْقَات دون بعض أَو لشخص دون شخص؟
الْجَواب: قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه - رَحمَه الله: الفراسة صناعَة تتصيد الْأَخْلَاق وَالْأَفْعَال الَّتِي بِحَسب الْأَخْلَاق من الأمزجة والهيئات الطبيعية والحركات الَّتِي تتبعها. وَهِي صناعَة صَحِيحَة قَوِيَّة الْأُصُول وَثِيقَة الْمُقدمَات وَيحْتَاج صَاحبهَا ومتعاطيها أَن يتدرب فِي ثَلَاثَة أصُول لَهَا حَتَّى يحكمها ثمَّ يحكم بهَا فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ لَا يخطىء وَلَا يغلط. وَالْأُصُول الثَّلَاثَة هِيَ هَذِه: أما أَحدهَا فالطبائع الْأَرْبَع أَنْفسهَا. وَالثَّالِث الهيئات والأشكال والحركات التابعة للأخلاق. وَنحن نشرحها على مَذْهَبنَا فِي الإيجاز والإيماء إِلَى النكت وَالدّلَالَة بعد ذَلِك على مظانها.