معدتهم والحرارة تزداد ضعفا على التَّحْلِيل.
(مَسْأَلَة مَا سَبَب محبَّة النَّاس لمن قل رزؤه حَتَّى إِنَّهُم ليهيئون الطَّعَام الشهي لَهُ بالغرم الثقيل ويحملونه إِلَيْهِ فِي الجون على الرُّءُوس)
ويضعونه بَين يَدَيْهِ وَكلما ازْدَادَ ذَلِك الزَّاهِد تمنعاً ازْدَادَ هَؤُلَاءِ لجاجة فَإِن مَاتَ اتَّخذُوا قَبره مصلى وَقَالُوا: كَانَ كثير الصَّوْم قَلِيل الرزء وَإِذا عرض لَهُم من يَأْكُل الْكثير ويتذرع فِي اللقم مقتوه ونبدوه وكرهوا قربه واستسرفوا أدبه وَلعلَّة مَا هجر النَّاس زِيَارَة مَقَابِر الْمُلُوك وَالْخُلَفَاء ولهجوا بزيارة قُبُور أَصْحَاب الْبَتّ والخلقان وَأهل الضعْف والمسكنة. الْجَواب: قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه - رَحمَه الله: ذَلِك لِأَن الْإِنْسَان بِنَفسِهِ النامية يُنَاسب النَّبَات وبنفسه المتحركة بالإرادة يُنَاسب الْبَهَائِم وبنفسه الناطقة يُنَاسب الْمَلَائِكَة فَهُوَ إِنَّمَا فضل وَشرف بِهَذِهِ الْأَخِيرَة. والاغتذاء من خَاصَّة النَّبَات وَإِن كَانَ يعم الْحَيَوَان أَيْضا لأجل مَا فِيهِ من الْقُوَّة النامية.