وليتذكر صاحب الهمّة العالية أن أحبّ الأعمال إلى الله ((أدومها وإن قل)) (?) , فهمة متوسطة العلو تدوم خير من همة عظيمة متقطعة.
ولنسق إليك أخي ثلاثة أمثلة نهديها إليك فيها دلالة على ما نقول, وبها يختم هذا البحث إن شاء الله تعالى:
أما المثال الأول فهو الإمام أبو القاسم بن عساكر (?) فقد قال عنه أبو المواهب بن صَصْرَي (?):
((لم أرَ مثله, ولا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه من لزوم طريقة واحدة مدة أربعين سنة, من لزوم الصلوات في الصف الأول إلا من عذر, والاعتكاف في شهر رمضان وعشر ذي الحجة, وعدم التطلع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدور, قد أسقط ذلك عن نفسه, وأعرض عن طلب المناصب من الإمامة والخطابة وأباها بعد أن عرضت عليه, وأخذ نفسه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, لا تأخذه في الله لومة لائم)) (?).
وهذا الشيخ كمال العباسيّ الكجراتيّ الهنديّ (?) , كان ((من عوائده أنه كان يستيقظ في الليل إذا بقي ثلثه فيغتسل ويتهجد,