6 - وقد تؤدي الهمّة العالية بصاحبها إلى أن يتحمس تحمساً اندفاعياً فيستعجل ويرتكب من الأخطاء ما كان يمكن تلافيه بقليل من التعقل وحساب العواقب, وعلى من وقع في مثل هذا أن يعرف السنن الكونية وأن الأمر لا يحسم بين عشية وضحاها, وليكن مثلُه سيدَ أولي الهمّة العالية - صلى الله عليه وسلم - فقد كان يوصي أصحابه رضي الله عنهم بالعمل والصبر, فالصبر لا غنى عنه لأهل الهمم.

7 - وأهل الهمّة العالية قد يتعرضون لأمور تؤثر في هممهم وتطلعهم إلى معالي الأمور, وأعظم مثال على هذا التعرض للخلاف الحاصل بين الفقهاء بعين الذمّ والمقت, ونقدهم والإقلال من شأنهم, ومثاله أيضاً التعرض للجماعات الإسلامية العاملة على الساحة وذمها والتنقص من شأنها وإلصاق التهم بها بدون وجه شرعيّ معتبر في أحيان كثيرة, ويمضي هذا الأخ سحابة يومه وليلته باحثاً عن الأخطاء متصيداً لها, ومثل هذا الشخص إن أصبح هذا الأمر ديدنه فستتخلف همته ولا شك وتقعد به عن معالي الأمور.

يقول الأستاذ محمد الخضر حسين:

((كبير الهمّة يستبين خطأ في رأي عالم أو عبارة كاتب فيكتفي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015