الطبيعة, كما أن عليه أن يهتم بأطفاله وينبههم ويوجههم, ولعله بيده كتاب يقرأه أو أمر ينجزه, وهو - أيضاً - يتكلم مع زوجه ويلاطفها, وتدور في مخيلته عدة أفكار وتحدث له كل هذه الأمور في وقت واحد وقد ينجزها على وجه القبول, وكذلك أهل الهمّة تتزاحم عليهم الأعمال الكثيرة فينجزونها كلها أو معظمها.
وهناك محذور آخر خلال ذلك وهو أن:
2 - صاحب الهمّة العالية معرض لنصائح تثنيه عن همته وتحاول أن تذكره دائماً بأنه (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) (?) , وأن صاحب الصنعتين كاذب والثالثة سارق, وهكذا, فالحصيف لا يلتفت لهذه النصائح إلا بقدر محدود, وذلك لأن موجهي هذه النصائح قد تنشأ نصائحهم هذه لحسد اعتراهم من حال المنصوح, أو لأنهم يجهلون ما يستطيع عمله هذا الرجل ذو الهمّة العالية من أمور لا تدركها أفهامهم ولا تستطيعها هممهم.
قال ابن نباته السعديّ:
أعاذلتي (?) على إتعاب نفسي ... ورعيي في الدجى روضَ السهاد (?)