الحمد لله رب العالمين, الذي خلق الخلق واصطفى منهم المؤمنين, ودلّهم على ما
فيه سعادتهم بقوله:
(خذوا مآ ءاتيناكم بقوة وآذكروا ما فيه لعلكم تتقون) (?)
والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين, سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه
أجمعين, الذين أضاؤوا بهمتهم العالمين.
أما بعد:
خلق الله سبحانه وتعالى الخلق وقدّر فهدى, فكان من تقديره تعالى أن قَسَم لهم
حظوظهم من الدين والعقل والغنى والجمال, وكان مما قسمه الله سبحانه وقدره
على كل إنسان - أيضاً - حظُّه من الهمّة والإرادة.
والبشر يتفاوتون تفاوتاً عظيماً في هذا الأمر, فمنهم من تعلو