وهذا أمر أوليّ نفسيّ لا مناص منه في هذا الباب, ومن ثَمّ لا بد أن يعتقد أنه قادر على أن يكون من أهل الهمّة العالية, فهذان الأمران - الاعتراف بقصور الهمّة, واعتقاد إمكانية تطويرها - عاملان مهمان لابد منهما في محاولة تطوير الهمّة, وبدونهما لا يكون الشخص قد خطا خطوات صحيحة.
أهل الجد والاجتهاد والهمّة العالية, الذين صان الله تعالى بهم الدين, فكم من إنسان قرأ سيرة صالح مجاهد فتغيرت حياته إثر ذلك تغيراً كلياً, وصلح أمره وحسن حاله.
يقول الإمام ابن الجوزيّ رحمه الله تعالى:
((أعوذ بالله من سير هؤلاء الذين نعاشرهم, لا نرى فيهم ذا همة عالية فيقتدي بها المبتدىء, ولا صاحب ورع فيستفيد منه المتزهد (?) , فالله الله, وعليكم بملاحظة سير القوم, ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم, فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم ... ولقد نظرت في ثَبَت الكتب (?) الموقوفة في المدرسة