357 - وبالإسناد قال: حدث الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد قال: حدثنا الأصمعي عن ابن أبي عرفة قال: أملي زياد بن أبيه على كتابه يوماً كتاباً إلى معاوية، وسها فقال عن خاطر خطر بقلبه: "وهذا الرجل عمران بن الفضل البرجمي" فكتب الكاتب، فلما وصل الكتاب إلى معاوية، كتب إلى زياد: "ذكرت في كتابك عمران بن الفضل البرجمي ولم تذكر لهذا الكلام ما تقدمه ولا ما اتصل به" فسأل زياد الكاتب عن ذاك، فقال: ما أعلم، أنت تملي وأنا أكتب فقال زياد. حديث نفس سقط بين كلامي وكتابي، لا تكتبوا كتاباً إلا جعلتم له نسخة في الديوان، فكان ذاك أول وضع النسخ.

358 - وبالإسناد قال: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثنا محمد بن المرزبان قال: حدثنا أبو سعيد عبد الله بن شبيب قال: حدثنا أبو عبد الله القرشي قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: قال مالك بن أنس: إن لهؤلاء الشطار ملاحة، صلى واحد منهم خلف رجل، فلما قرأ: "الحمد لله" أرتج عليه، فجعل يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وردد ذلك دفعات، فقال له ذلك الشاطر من خلفه: والله ما للشيطان ذنب إلا أنك سخين العين ما تحسن تقرأ.

359 - وبالإسناد قال: حدثنا أبو النصر العقيلي قال: حدثنا أبو الحسن بن راهويه قال: صلى يحيى بن المعلى الكاتب فقرأ: "قل هو الله أحد" فغلظ فيها، وكان في المجلس أبو نواس ووالبة بن الحباب وعلي بن الخليل والحسين الخليع، فقال أبو نواس:

أكثرَ يحيى غلطاً ... في قل هو الله أحد

فقال والبة:

قام طويلاً ساكتاً ... حتى إذا أعيا سجد

فقال ابن الخليل:

يزحرُ في محرابهِ ... زحيرَ حبلى للولد

فقال الخليع:

كأنما لسانهُ ... شدَّ بحبلٍ من مسد

360 - وبالإسناد قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثني أبي قال: حدثنا إبراهيم بن سعدان قال: حدثنا الأصمعي عن عبد الله بن صالح قال: قال لي رجل من حارثة بن لام: أضافني رجل من بني تغلب فأحسن ضيافتي، فأفلت من لساني هذا البيت:

والتغلبيّ إذا تنحنح للقرى ... حكَّ أسته وتمثّل الأمثالا

فخجلت وسقط في يدي، فقال ما هذا بالله انبسط فإنما قلت كلمة مقولة.

361 - وبالإسناد: حدثنا أحمد بن أبي سهل بن عاصم أبو بكر الحلواني قال أبو بكر ختن المبرد: لقيني الأسباطي على الجسر وقد أخذ إسماعيل بن بلبل دور أهل الخلد فقال لي:

بغى وللبغي سهامٌ تنظر

أنفذ في الأكبادِ من وخزِ الإبر

سهامُ أيدي القانتين في السحر

قال: فو الله ما مضت أيام حتى كان من أمر إسماعيل وهلاكه ما كان.

?

363 - ذكر أعرابي أنه شهد الموقف مع عمر بن الخطاب عليه السلام فصاح به صائح: يا خليفة رسول الله، ثم قال: يا أمير المؤمنين، فقال رجلي من خلفي: دعاه باسم ميت، مات والله أمير المؤمنين فالتفت إليه فإذا رجل من بني لهب، وهم من بني نضر بن الأزد، وهم أزجر قوم قال كثير:

سألتُ أخا لهبٍ ليزجرَ زجرةً ... وقد صار زجرُ العالمين إلى لهبِ

قال: فلما وقفنا لرمي الجمار إذا حصاة قد صكت صلعة عمر فأدمته فقال قائل: أشعر والله أمير المؤمنين، والله لا يقف هذا الموقف بعدها فالتفت إليه فإذا هو اللهبي بعينه، فقتل عمر قبل الحول، قدس الله روحه، ونور ضريحه.

363 - وحكى المبرد قال: قال يزيد على المنبر، وقد ذكر عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب: وهذه الضبعة العرجاء، فتحدث الناس بزلته فيها وغلطته، لأن الأنثى يقال لها ضبع والذكر يقال له الضبعان فإذا جمعا قيل ضبعان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015