فحري بالدعاة أن يغتنموا ما في الشباب من خصال حميدة، ليثنوا عليهم فيها، ويحذروهم من سواها، مع إشعارهم بأن أخطاءهم قليلة، وأنهم سيصبحون في مكان محمود إذا تخلصوا منها، بدلاً من التركيز على المساوئ، وإغفال المحاسن، والإعراض عن النتائج.

4 – أسلوب الإقناع بالحوار

عن عبيدة بن خلف قال: قدمت المدينة وأنا شاب متأزر ببردة لي ملحاء أجرها، فأدركني رجل فغمزني بمخصرة معه، فقال: ((أمَا لَوْ رَفَعْتَ ثَوْبَكَ كَانَ أبْقَى وأنْقَى)) فالتفت، فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قلت يا رسول الله، إنما هي بردة ملحاء، قال: ((وإنْ كانَتْ بُردَةً مَلحاء، أما لَكَ فيَّ أسوَة)) فنظرت إلى إزاره فإذا فوق الكعبين وتحت العضلة (?).

لم يكتف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببيان الخطأ لعبيدة بن الحارث، بل حثه على إصلاحه، وأقنعه بأهمية ذلك، كما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يجار الشاب عندما قال: ((إنها بردة ملحاء)) لها مكانة في نفسه، فحكم الشرع فوق هوى النفس.

ومن هذا الباب أيضاً حديث الشاب الذي جاء يستأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الزنى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015