ونحن شببه متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظن أنا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه، وكان رقيقاً (?) رحيماً، فقال: ((ارْجِعُوا إلى أهْلِيكُمْ فعَلِّمُوهم ومُرُوهُم، وصَلُّوا كَمَا رأيْتُمونِي أصَلِّي، وإذَا حَضَرتِ الصَّلاة فليؤذِّنْ لَكُمْ أحَدَكُم، ثمَّ ليؤُمَّكُمْ أكبَرُكُم)) (?).

وانظر إلى شفقته - صلى الله عليه وسلم - لما طلع عليه مصعب بن عمير - رضي الله عنه - - وما كان بمكة أحسن منه ولا أنعم نعمة منه - وما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكى للذي كان فيه من النعمة والذي هو فيه اليوم (?).

وهذا أنس بن مالك - رضي الله عنه - يروي حاله مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقول: خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، فما قال لي أفٍّ (?) قط، وما قال لشيء صنعته، لِمَ صنعته؟! ولا لشيء تركته: لمَ تركته؟! وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحسن الناس خُلقاً، ولا مسست خزًّا قط (?) ولا حريراً ولا شيئاً كان ألين من كف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا شممت مسكاً قط، ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015