على الأب أن يكون حليماً في تربيته لأولاده، وأن يكون رفيقاً بهم، وألاَّ يكون قاسياً شديداً، فلقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - أرحم الناس وأكرمهم، وهو الذي كان يُقبِّل الحسن والحسين، وكان - صلى الله عليه وسلم - بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَبَّل الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحداً منهم، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((مَنْ لا يَرحَمُ لا يُرحَمُ)) (?).
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يا عائشةُ إنَّ الله رَفِيقٌ يُحبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطِي على الرَّفقِ ما لا يُعْطِي علَى العُنْفِ)) (?).
وعن المقداد بن شريح عن أبيه قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن البداوة؟ فقالت::كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبدو إلى هذه التِّلاع (?)، وإنه أراد البداوة مرة فأرسل إليَّ ناقة محرَّمة (?) من إبل الصدقة، فقال لي: ((يا عائِشَةُ، ارفِقِي فإنَّ الرِّفْقَ لم يَكُنْ في شيءٍ قَطّ إلا زَانَهُ، ولا نُزِعَ من شيءٍ قطّ إلا شَانَهُ)) (?).