بعض أولاده على بعض في العطاء؛ لما يترتب على ذلك: من زرع العداوة، والبغضاء، وقطع الصلات التي أمر الله بها أن توصل، وإذا كان كل من الأبوين يسره أن يتسابق أولاده في بره، ويتنافسوا في احترامه وتوقيره؛ فإن على الآباء والأمهات العدل بين أولادهم: في الهدايا، والهبات، بل وفي الملابس والأدوات، وفي المداعبة، والنظرات، والتقبيل؛ لأن هذا أدعى إلى إيجاد المودة، ويبعث على التراحم (?).
وقد جاءت السنة المطهرة بالشيء الكثير من هذا، فعن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - أن أباه أتى به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني نَحلْتُ ابني هذا غُلاماً، فقال: ((أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَ مِثْله؟)) قال: لا، قال: ((فارْجِعْهُ)) (?).
وفي رواية أخرى عند البخاري عن عامر قال: سمعت النعمان بن بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وهو على المنبر يقول: أعطاني أبي عطية، فقالت عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية، فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله، فقال: ((أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثلَ هَذَا؟)) قال: لا، قال: ((فاتَّقُوا الله واعْدِلُوا بَيْنَ أوْلادِكُمْ)) قال: فرَجَعَ