بعد ذهاب عقولهم.
وقال أبو العالية: معناه: ثم رددناه إلى النار في أقبح صورة، في صورة خنزير. وهو قول مجاهد: والحسن وابن زيد. ويكون الاستثناء على هذا القول معناه: إلا الذين آمنوا فلهم الجنة.
والإنسان: اسم للجنس، فلذلك وقع الاستثناء منه. ويدل على أنه بمعنى الجماعة قوله: {أَسْفَلَ سَافِلِينَ} ولو أريد به الواحد لقال: " أسفل سافل ". تقول: " هذا أفضل قائم "، ولا تقول: " أفضل قائمين "، لأن المشار إليه واحد. ولو قلت: " هؤلاء أفضل قائمين " حسن، لأن الأول جمع.
وقال عكرمة: {أَسْفَلَ سَافِلِينَ}: أرذل العمر، لكنه قال: من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر. يريد إذا قرأه وهو كبير هرم، فلم يرد إلى أرذل العمر. واستدل على ذلك بقوله تعالى: {لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً} [النحل: 70]. ومن قرأ القرآن فهو عالم بأشياء، فيكون قوله: " أسفل السافلين " على هذا القول الخاص من الناس. ولذلك، استثنى منهم