ثم قال تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ/ وَمَا قلى}.
هذا جواب القسم، أي: ما تركك ربك يا محمد وما أبغضك.
فالمفعول من " قلى " محذوف.
وروي أن الوحي أبطأ على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت قريش: قد ودع محمداً ربه وقلاه، فأنزل الله جل ذكره: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ/ وَمَا قلى}.
وروى هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: أبطأ جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت له خديجة: أحسب ربك قد [قلاك]، فأنزل الله: {والضحى} إلى آخرها.
وقال ابن عباس: أري النبي صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته، فسر بذلك، فأنزل الله {والضحى} إلى قوله: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى} (قال) فأعطاه الله ألف قصر في الجنة، ترابها المسك في كل قصر ما ينبغي (له) من الأزواج والخدم.
ثم قال تعالى: {وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأولى} أي: ولنعيم الآخرة خير لك من نكد (الدنيا).