ثم قال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} أي: قدوة.
ثم قال تعالى: {لِّمَن كَانَ يَرْجُو الله واليوم الآخر} أي: القدوة بإبراهيم ومن معه إنما هي لمن آمن بالله ورجا ثوابه، وخاف عقابه، وآمن باليوم الآخر فهو بدل بإعادة الجار.
ثم قال: {وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ الله هُوَ الغني الحميد} أي: ومن يتول عن الاقتادء بإبراهيم والأنبياء معه (صلى الله عليهم وسلم) فيخالف سيرتهم وفعلهم فإن الله هو الغني عن اقتدائه بهم، الحميد عند أهل المعرفة به.
قال: {عَسَى الله أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الذين عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً}.
[أي]: عسى الله أن يوفق من عاديتم فيه عن المشركين إلى الإيمان فتعود العداوة (مودة) ففعل ذلك سبحانه.
و {عَسَى} من الله: واجبة، فأسلم كثير منهم، وصاروا إخواناً لمن كان يعاديهم، وكانت المودة بعد الفتح وقبله.
(وروي: أن هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في أبي سفيان، جعل بينه وبين أبي سفيان مودة بأن تزوج ابنته أم حبيبة، بعد العداوة التي كانت بينهما وقبله).
قال ابن عباس: كانت المودة بعد الفتح، تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة. /
{والله قَدِيرٌ} أي: ذو قدرة على ما يشاء.