43

قال {هذه جَهَنَّمُ التي يُكَذِّبُ بِهَا المجرمون} أي: يقال لهم هذه جهنم التي كنتم (بها تكذبون). وفي قراءة ابن مسعود هذه جهنم التي [كنتما] بها تكذبون، تصليانها لا تموتان فيها ولا تحييان مخاطبة للكفار من الجن والإنس. ثم قال {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} أي: يطوف هؤلاء المجرمون في جهنم بين أطباقها.

{وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} أي: وبين ماء قد أسخن وأغلى حتى انتهى حره ونضجه. [وقال الضحاك: بلغ غليه، وعنه أيضاً قد انتهى نضجه منذ خلق الله السماوات والأرض. وقال ابن زيد: الآني: الحاضر. وقال الحسن ما ظنك باقوام وقفوا في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فلما انقطعت أعناقهم وأجوافهم من العطش والجوع أمر بهم إلى نار جهنم]. ثم قال {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}.

أي: ولمن اتقى الله جلذ كره، وخاف مقامه بين يدي ربه عز وجل فأطاعه بستانان. قال مجاهد: هو الرجل يهم بالذنب فيذكر مقام ربه فينزع منه، وهو قول النخعي وقتادة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015