قال قتادة: معناه: كأن الأول أوصى الآخر بالتكذيب.
ثم قال: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} أي: لم يتواصوا بذلك لكنهم اتفقوا في الطغيان والعصيان فركبوا طريقة واحدة في التكذيب لرسلهم، والكفر بالله سبحانه.
قال: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ} أي: فأعرض يا محمد عن هؤلاء المشركين حتى يأتيك أمر الله فيهم.
{فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ} أي: لا يلومك ربك على إعراضك عنهم.
وقال ابن زيد: معناه: بلغت ما أرسلناك به فلست بملوم.
قال قتادة: ذكر لنا أنه لما نزلت هذه الآية اشتد على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وظنوا أن الوحي قد أنقطع، وأن العذاب قد حضر فأنزل الله بعد ذلك {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذكرى تَنفَعُ المؤمنين}.
وقال الضحاك: التوالي منسوخ؛ لأنه قد أمر بالإقبال عليهم، والموعظة لهم، والمعنى وذكِّر يا محمد من أرسلت إليه، فإن العظة تنفع أهل الإيمان بالله.
وقيل: المعنى: وذكَّرهم بالعقوبة والهلاك وبأيام الله.
وليس قوله {فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ} بوقف؛ لأنه لم يؤمر بالتولي فقط، بل أمر معه