ثم قال: {وبالأسحار هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} فكأنه تعالى مدحهم أنهم لم يشغلهم في أول الليل، وتعبهم في النضح حتى قاموا يصلون في آخر الليل.
ثم قال: {وبالأسحار هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}، قال الضحاك: معناه يقومون فيصلون، أي: كانوا يقومون وينامون، وهو قول مجاهد.
وقال الحسن: (مدوا الصلاة وبسطوا) حتى كان الاستغفار في السحر، يعني الاستغفار من الذنوب.
قال ابن زيد: هو الاستغفار، قال وبلغنا أن نبي الله يعقوب صلى الله عليه وسلم حين سأله بنوه أن يستغفر لهم، فقالوا: {قَالُواْ يا أبانا استغفر لَنَا ذُنُوبَنَآ} [يوسف: 98] قال: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ ربي} [يوسف: 98]، أنه أخر الاستغفار لهم إلى السحر.
قال: وقال بعض أهل العلم أن الساعة التي تفتح فيها أبواب الجنة هي في السحر.
قال ابن زيد: السحر: السدس الآخر من الليل.