ولذلك رفعه، ولو عطفه على " ما يشاء " لم يجز لأنه يصير المعنى (ولو يشاء) الله يمح الباطل، وذلك لا يجوز لأنه تعالى يمحوه على كل حال. ويدل على رفعه أن بعده " ويحق الله الحق " بالرفع) وهذا احتجاج عليهم لنبوءة وصحة ما جاء به لا المعنى: إن الله يزيل الباطل ولا يثبته.

فلو كان ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم باطلاً لمحاه الله عز وجل وأنزل كتاباً آخر على غيره.

وهكذا جرت العادة [في جميع المفترين أن الله سبحانه يمحو أباطلهم ويثبت الحق.

ومعنى {وَيُحِقُّ الحق بِكَلِمَاتِهِ}، أي: ويثبت ما أنزل من كتابه على لسان] نبيه عليه السلام.

وقيل: المعنى ويبين الحق.

وقيل: معناه: يثبت الحق في قلبك بكلماته، أي: بالقضاء الذي قضاه لك قبل خلقك.

ثم قال تعالى: {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور}، أي: إنه ذو علم بما في صدور خلقه وما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015