ثم قال: {إِن يوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}، أي: ما يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين عن الله عز وجل وحيه، و " أنما " اسم ما لم يسم فاعله.
قوله: تعالى ذكره: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ}، إلى آخر السورة - أي ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون حين قال ربك للملائكة {إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ}، يعني بذلك خلق آدم صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ}، أي: سويت خلقه وصورته ونفخت فيه من روحي، قال الضحاك: من روحي: من قدرتي.
والأحسن في هذا وما جانسه أن يقال: إنه تعالى أضاف الروح إلى نفسه لأنه إضافة (خلق إلى خالق). فالروح خلق الله أضافه إلى نفسه، على إضافة الخلق إلى الخالق، كما يقال: {هذا خَلْقُ الله} [لقمان: 11] و {أَرْضُ الله} [النساء: 97] و " سماء الله "، وشبهه كثير في القرآن، فهو كله على هذا المعنى. هذا قول أهل النظر والتحقيق فافهمه.