قال قتادة: أرسل الله جل ذكره محمداً صلى الله عليه وسلم إلى العرب والعجم فأكرمهم على الله أطوعُهُم له.
قال قتادة: ذكر لنا أن النبي عليه السلام قال: " أنَا سابقُ العرب، وَصُهَيْبٌ سابقُ الروم، وبلال سابق الحبشة، وسلمان سابق فارس ".
ثم قال تعالى: {وَيَقُولُونَ متى هذا الوعد إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} أي: متى يأتي العذاب الذي تعدنا به يا محمد؟ قل لهم يا محمد: لكم أيها القوم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون، أي: لا يؤخرون للمؤنة إذا جاءكم ولا يتقدم العذاب إليكم قبله.
ثم قال: {وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لَن نُّؤْمِنَ بهذا القرآن وَلاَ بالذي بَيْنَ يَدَيْهِ} أي: لن نؤمن بما جاء به محمد ولا بما أتى قبله من الكتب، أي لا نصدق بذلك كله.
ثم قال تعالى: {وَلَوْ ترى إِذِ الظالمون مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ} أي: لو تراهم يا محمد موقوفين يتلاومون يحاور بعضهم بعضاً، يقول الذين استضعفوا في الدنيا للذين كانوا يستكبرون عليهم في الدنيا: لولا أنتم لكنا في الدنيا للذين كانوا يستكبرون عليهم في الدنيا: لولا أنتم لكنا من الدنيا مؤمنين.
{قَالَ الذين استكبروا} أي: في الدنيا للذين استضعفوا فيها.
{أَنَحْنُ صَدَدنَاكُمْ عَنِ الهدى} أي: منعناكم من اتباع الحق بعد إذ جاءكم من عند الله.
{بَلْ كُنتُمْ مُّجْرِمِينَ} بإيثاركم الكفر بالله على الإيمان.