إبليس ظنه، وتكون الأقوال المتقدمة مردودة على {إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} أي لمن أذن له من الملائكة أن يشفع. و {العلي} الجبار و {الكبير} السيد.

ثم قال تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ السماوات والأرض} أي: قل يا محمد لهؤلاء المشركين من يرزقكم من السماوات والأرض؟، أي: من ينزل عليكم الغيث من السماء ويخرج النبات من الأرض لأقواتكم ومنافعكم؟

ثم قال تعالى: {قُلِ الله} وفي الكلام حذف، أي: فإن قالوا لا ندري فقل: الله، وكذلك كل ما كان مثله قد حذف منه الجواب لدلالة الكلام عليه.

ثم قال تعالى: {وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لعلى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} أي: أحدنا على خطأ في مذهبه، والتقدير: وإنا لعلى هدى أو في ضلال مبين أو أياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، ثم حذف " هدى " وقد علم المعنى في ذلك كما تقول، أنا أفعل كذا وأنت تفعل كذا وأحدنا مخطىء، وقد عُرف من هو المخطئ.

و {لعلى هُدًى} خبر عن إياكم، وخبر الأول محذوف لدلالة الكلام عليه، ويجوز أن يكون خبراً للأول، وهو اختيار المبرد.

فيكون خبر الثاني هو المحذوف.

ولو عطفت على الموضع فقلت: وأنتم لكان لعلى هدى خبراً للأول لا غير.

وقيل: المعنى، وإنا لعلى هدى وإياكم لفي ضلال مبين. " أو " بمعنى الواو.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015