ثم قال (تعالى ذكره) {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}.
أي: وجعلنا من بني إسرائيل قادة في الخير يؤتم بهم.
قال قتادة: {أَئِمَّةً} رؤساء الخير.
{يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}: أي يرشدون أتباهم بإذننا هم وتقويتنا إياهم على ذلك. {لَمَّا صَبَرُواْ} أي: حين صبروا على طاعة الله وعلى أذاء فرعون لهم، فيكون المعنى: إنهم إنما جعلوا أئمة حين وُجِدَ منهم الصبر.
ومن قرأ " لِمَا " بكسر اللام فمعناه فعلنا بهم ذلك لصبرهم على طاعة الله.
فيكون المعنى: فهل بهم ذلك الجزاء لهم الصبرهم المتقدم في الله.
ثم قال (تعالى): {وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} أيك بحججنا وكتابنا يصدقون.
وفي قراءة أُبي: " كَمَا صَبَروا ".
وفي قراءة أبن مسعود: " بِمَا صَبَروا ". فهذا شاهد لمن كسر اللام، وهو حمزة والكسائي.