حكى الفراء: بوأته منزلاً وأثويته منزلاً بمعنى: وأصل الثواء الإقامة.
ومعنى: {مِن تَحْتِهَا} أي من تحت أشجارها.
ثم قال تعالى: {الذين صَبَرُواْ} أي: على أذى المشركين في الدنيا. {وعلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} أي: في أرزاقهم وجهاد عدوهم.
ثم قال تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا الله يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ} هذا تعزية للمؤمنين المهاجرين الذين فارقوا أموالهم في الله، فقيل لهم: وكم من دابة لا تحمل رزقها ولا تدخره من اليوم إلى غد؟ الله يرزقها، فلا تخافوا أنتم عيلة ولا فقراً، فإن الله رازقكم.
{وَهُوَ السميع العليم} لأقوالكم: نخشى بفراقنا أَوْطَانَنَا الفقر والعيلة.
{العليم} بما في أنفسكم وتصير إليه أموركم. وليس يدخر من جميع الحيوان إلا الإنسان والنملة والفأرة.
وهو من الحمالة، أي: لا تحملم لنفسها رزقها، وليس هو من الحمل على الظهر ونحوه.