80

قوله تعالى ذكره: {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الموتى وَلاَ تُسْمِعُ الصم الدعآء}.

المعنى: إنك يا محمد لا تقدر أن تفهم الحق من طبع الله على قلبه فأماته، ولا تقدر أن تسمع ذلك من أصم الله سمعه {إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ} أي إذا هم أدبروا معرضين عنه، فأما قراءة ابن كثير " ولا يسمع " بالياء " الصم " بالرفع، فمعناها: ليس يسمع الصم الدعاء في حال إعراضهم، وتوليتهم عنه.

قال: {وَمَآ أَنتَ بِهَادِي العمي عَن ضَلالَتِهِمْ}، أي وما أنت يا محمد بهادي من أعماه الله جل ذكره عن الهدى فجعل على بصره غشاوة {إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا}، أي ما يقدر أن يفهم الحق أحد إلا من يصدق بآياتنا {فَهُم مُّسْلِمُونَ}.

قال تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ القول عَلَيْهِم}، أي إذا وجب على المختلفين من بني إسرائيل والمشركين من العرب وغيرهم، غضب من الله جل ذكره، إذا لم يكن في علم الله منهم راجع عن كفره، ولا تائب من ضلاله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015