تربيتي نعمة لك علي لا نعمة لك في ذلك علي؛ لأن بني إسرائيل هم الذين تولوا تربيتي باستعبادك إياهم على ذلك.
قوله تعالى ذكره: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ العالمين}،
هذا يدل على أن موسى دعاه إلى طاعة رب العالمين. قال فرعون: {وَمَا رَبُّ العالمين}، فهذا حذف، واختصار يدل عليه جواب فرعون. وهذا من إعجاز القرآن، وإيتان اللفظ القليل بالمعاني الكثيرة. ومثل هذا لا يوجد في كلام الناس: أي: قال فرعون: وأي: شيء رب العالمين. قال موسى {قَالَ رَبُّ / السماوات والأرض} أي: مالكهن {وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ}، فأجابه موسى بصفات الله التي يعجز عنها المخلوقون، ولم يكن عنده رد على موسى غير أن قال لمن حوله: {أَلاَ تَسْتَمِعُونَ}، أي: ألا تستمعون جواب موسى، لأن فرعون سأل موسى عن الأجناس أي: من أي: جنس رب العالمين فلما لم يكن الله جلّ ذكره جنساً من الأجناس