هؤلاء المشركون، ما فعلوا من تكذيب يا محمد إلا لأنهم كذبوا بالبعث، والنشر والقيامة.

ثم قال تعالى ذكره: {وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بالساعة سَعِيراً}، أي: ناراً تسعر عليهم وتتقد. {إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ}، أي: إذا رأت النار أشخاصهم من مكان بعيد. {سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً}، أي: غلياناً وفواراً.

يقال، فلان يتغيظ على فلان: إذا غضب عليه فغلى صدره من الغضب عليه. وزفيراً: أي: صوتها حين تزفر، والتقدير سمعوا صوت التغيظ من التلهب والتوقد.

وقيل: معناه: سمعوا لمن فيها من المعذبين تغيظاً وزفيراً.

وقال المسيب بن رافع: يكون الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي، فتخرج عنق من النار. فتقول: إني وكلت بثلاثة بمن دعا مع الله إلهاً آخر وبالعزيز الكريم، وبكل جبار عنيد. فتنطوي بهم فتدخلهم النار قبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015