وقيل: معنى التسبيح من الخلق كلهم، في هذا هو أن ما في الخلق من الدلالة على قدرة الله، تنزيه له من كل سوء، ومن أن يعبد غيره، وليس هو تسبيح على الحقيقة، إذ لو كانت الطير تسبح على الحقيقة لكانت مكلفة بالطاعة، ولكانت بمنزلة العقلاء من الناس المكلفين، فهو مجاز في ما لا يعقل. والقول الأول عليه أكثر الناس. ومعنى {عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}، أي هو ذو علم بما يفعل كل مصل ومسبح منهم، لا يخفى عليه شيء.
وتقف على {تَسْبِيحَهُ}، إذا جعلت الضمير يعود على المصلي والمسبح، ثم تبتدئ {والله عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}، وإن جعلت الضمير يعود على الله أو جعلت الضمير في علم الله، لم تقف إلا على {يَفْعَلُونَ} لأن الاسم قد ظهر وهو أفخم عند سيبويه من إضماره في مثل هذا المعنى لا يشكل.