جل ذكره: {قُلْ مَتَاعُ الدنيا قَلِيلٌ} [النساء: 77] أي ما تستمتع به الخلق من طلول أيام الدنيا قليل، إذ مصيره إلى الفناء والذهاب.
ثم قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً}.
أي: أفحسبتم أيها الأشقياء أنا إنما خلقناكم لعباً وباطلاً، وإنكم إلى ربكم بعد مماتكم لا ترجعون فتجزون بأعمالكم في الدنيا.
ثم قال: {فَتَعَالَى الله الملك الحق}.
أي: فتعالى الله عما يصفه به هؤلاء المشركون من اتخاذه الولد والشريك.
{لاَ إله إِلاَّ هُوَ} أي: لا مبعود ولا رب إلا الله الملك الحق {رَبُّ العرش الكريم}.
ثم قال تعالى: {وَمَن يَدْعُ مَعَ الله إِلَهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ}.
أي: ومن يعبد مع الله معبوداً آخر، لا حجة له بما صنع وبينة {فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ}. أي: حساب عمله السيء عند ربه فيوفيه جزائه إذا قدم عليه.
{إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الكافرون} أي: لا ينجح ولا يدرك البقاء والخلود في النعيم أهل الكفر بالله. وهذا يدل على أن الحق يثبت بالبرهان والحجة، والباطل يذهب بالبرهان، والحجة على بطلانه. فالتقليد لمن قدر على الحجة والبرهان خطأ منه. ثم قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ اغفر وارحم} أي: استر علي ذنوبي بعفوك عنها، وارحمني بقبول توبتي منها، وأنت خير من رحم من أذنب فقبلت توبته.