أي: ما الأمر كما يقول هؤلاء المشركون أن الملائكة بنات الله أو أن لهم آله دمن الله، بل أتيناهم بالبقين، وهو ما أتاهم به محمد صلى الله عليه وسلم من الإسلام، وأن لا يُعبد شيء سوى الله {وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} فيما يضيفون إلى الله من الولد والشريك {مَا اتخذ الله مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ} في القدم حين ابتدع الأشياء.
{مِنْ إِلَهٍ} أي: لاعتزل كل إله منهم بما خلق فانفرد به {وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ}. أي: ولتغالبوا، فغلب القوي الضعيف، لأن القوي لا يرضى أن يحاده الضعيف، والضعيف لا يصلح أن يكون إلهاً/، لأنه عاجز بضعفه. والعاجز مذولو مغلوب مقهور، وليس هذه من صفات المعبود الخالق، وإنما هي من صفات المخلوق المملوك.
ثم قال تعالى: {سُبْحَانَ الله عَمَّا يَصِفُونَ}.
أي: عما يصفون به الله.
ثم قال تعالى ذكره: {عَالِمِ الغيب والشهادة}.
أي: يعلم ما غاب عن خلقه من جميع الأشياء. فلم يروه ولم يعلموه وما شاهدوه، فرأوه وعلموه.
والرفع الاختيار عند النحويين البصريين والكوفيين في " عالم الغيب " على إضمار مبتدأ، أو على البعث لله في قوله: {مَا اتخذ الله} عالم الغيب، وحجة البصريين في اختيارهم الرفع أن قبله رأس آية، وقد تم الكلام دون، فاستؤنف على إضمار مبتدأ.
وحجة الكوفيين منهم الفراء أن الرفع أولى به، لأنه لو كان مخفوضاً لقال: