له. ومن قصد الله بالعداوة كفر. ونعيذ الله تعالى يونس صلى الله عليه وسلم من ذلك. وكذلك لا يجوز أن تتأول في قوله تعالى: {فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ}.

إنه من القدرة عليه، وأنه يفوت الله. كان صلى الله عليه وسلم أعلم بالله من ذلك، إنما هو من التقدير الذي هو التضييق. ظن أن الله لا يضيق عليه مسلكه في خروجه عنهم. طمع برحمة الله له في ترك التضييق عليه. وقد فسرنا هذال المعنى.

وقيل: إنما نقم الله عليه أنه خرج عن قومه فاراً من نزول العذاب بهم من غير أن يأمره الله بالخروج، وهي صغيرة والله يغفر الصغائر لغير الأنبياء، فكيف للأنبياء فنادى في بطن الحوت {لاَّ إله إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظالمين}.

أي: من الظالمين لنفسي في خروجي عن قومي قبل أن تأمرني بالخروج. فاستجاب الله له، وأخرجه من بطن الحوت. وتلك معجزة وآية له: تدل على نبوته وفضله.

وقيل: إن الله غفر له صغيرته، ولم يحبسه في بطن الحوت بذنبه إنما أراد أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015